.jpg)
أسامة داود يكتب عن : لجنة "لا" فى التأمين الصحى

* شعار التأمين الصحى: اشتراكات المنتفعين "فَرض".. ورعايتهم "سُنَّة"
* لجنة الدواء لا ترى المريض ولا تتابع حالته ولكنها تملك حق الـ"فيتو" بشأن حياته
* هذه حكاية مريض لم يتناول دواء السرطان منذ 40 يومًا بسبب عدم تمكنه من صرفه
* لماذا يتعسف التأمين الصحى ضد من أفنوا حياتهم فى خدمة الوطن؟
* تعكر مزاج اللجنة يكفى لرفض علاج مهم وضرورى لحياة مريض
* أطباء التأمين لا يقررون علاجًا يمثل رفاهية بل يكون فى مصلحة المريض 100%
يمكن أن تسميها لجنة "الرفض العليا" فى التأمين الصحى، ورغم أنها آخر من يعلم بحالة المريض، ورغم أنها لم تر المريض ولم تتابع حالته ولكنها تملك حق الـ"فيتو" بشأن صحة وحياة المريض. فمن حقها أن تقول "لا" لن يصرف هذا الدواء حتى ولو كان يرتبط بحياة المريض.. نعم من حق اللجنة العليا التى شكلها التأمين الصحى أن ترفض ما يقرره الأطباء من عقاقير لها أهمية تساوى حياة المريض بكلمة. وهكذا يتم إخضاع صرف العقار لمناقشات ومداولات من لجنة عليا مستأجر أطباؤها من نفس التخصصات بكليات الطب بالجامعات المصرية.والنتيجة أن نجد على سبيل المثال المريض ع.س.م لم يتناول علاجه والمرتبط بحياته وهو عقار زايتيجا بسبب عدم تمكنه من صرفه منذ 40 يومًا، حيث يعالج من سرطان البروستاتا، رغم أنه منتفع بالتأمين الصحى ويفترض أن يتم متابعة الحالة عبر عيادة النصر بحلوان التابعة للتأمين والتي قررت له هذا العلاج .
نفس الأزمة يتعرض لها الآلاف إن لم يكن ملايين المرضى المنتفعين بالتأمين الصحى والخاضعين لمظلته والمسددين للاشتراكات الشهرية المفروضة بقوة القانون وتخصم من المنبع. لكن هذا الفرض للاشتراكات الشهرية لابد وأن يقابله فرض على هيئة التأمين الصحى وهو رعاية المنتفعين بخدماتها بعدما سددوا مقابلها طوال سنوات خدمتهم التى ربما لم ينتفعوا ولسنوات طويلة بأى خدمات مقابل ما يسددونه وعندما تأتى اللحظة الفارقة بعد تقدم العمر بهم وتخطيهم عمر الصبا والشباب إلى عمر الكهولة والشيخوخة وتراجع قدرتهم على مواجهة الأمراض التى تغزو أبدانهم لا يجدون مقابلاً لما دفعوه ويدفعونه. المريض تتطلب حالته الصحية تلقى عقار زايتيجا، وذلك بناء على قرار لجنة الأورام التى يخضع لتعليماتها العلاجية وتنعقد لتقرر الدواء المناسب لكل مريض حتي ولو كان خارج قائمة الادوية التي تعتمدها الهيئة. ولكن هناك شيئًا غير منطقى، فبرغم قرار اللجنة الطبية المعالجة، وضعت هيئة التأمين الصحى شرطًا بهدف المماطلة وهو أن يتم موافقة ما تسمى باللجنة العليا للدواء على التصريح بالعقار المطلوب لعلاج الحالات المرضية والمقرر من لجنة مؤلفة من أطباء التأمين الصحى أنفسهم من المتخصصين لمصلحة حالة المريض الصحية. علينا أن نتخيل هذا الغُبن والتعسف الذى تنتهجه هيئة التأمين الصحى ضد من أفنوا حياتهم فى خدمة الوطن أو حتى من هم فى سن العمل وتتطلب حالتهم العلاج بعقار محدد. ومعنى ذلك أن هيئة التأمين الصحى تلعب دور النمرود الذى وقف أمام إبراهيم الخليل عليه السلام ليرد على قول سيدنا إبراهيم إن الله يحيى ويميت ليقول النمرود وأنا أحيى وأميت وأشار إلى اثنين اقتل هذا وأبقِ على حياة هذا. فعندما يكون مزاج القائمين على اللجنة معكرًا لأى سبب، فهذا يكفى لرفض علاج مهم وضرورى لحياة مريض ُُيعانى من مرض مثل السرطان ويترك فريسه له حتى تنتهى حياته، بينما من حق نفس اللجنة أن تجيز ما قرره الأطباء لمريض ما فيمنح الحياة. وبكل أسف تدار الهيئة بواسطة طبيب لا علاقة له بالتأمين الصحى وجاء منزوعًا من المجالس الطبية المتخصصة التى كان يتولى رئاستها قبل نقله لرئاسة التأمين - بالطبع لحسن حظ المعالجين على نفقة الدولة - ليبتلى به أكثر من 75 مليون منتفع بالتأمين الصحى (ما يقرب من ثلاثة أرباع الشعب المصرى).. ألا يحتاج هذا الأمر لمراجعة؟. يفترض أن اللجنة العليا تكون حكمًا يلجأ إليها المريض ليشكو من الأطباء المعالجين له عندما يتعسفون فى اعتماد علاجات تكون ضرورية لحالته، وليس لمناقشة علاج قرره الأطباء المعالجون له بالفعل.. لأن أطباء التأمين الصحى لا يقررون علاجًا يمثل رفاهية بل علاجات تكون فى مصلحة حالة المريض بنسبة 100%. فكيف يتم مناقشة أو مراجعة ما قرره الأطباء وهو العلاج المناسب.. كيف تخرج اللجنة العليا بتعليمات محمد ضاحى رئيس هيئة التأمين الصحى عن دورها وهو أن تكون حكمًا يلجأ إليه المريض شاكيًا من تعسف طبيب مثلاً، بدلا من أن تصبح دون أن ترى أو تفحص أو تراجع أو تعلم أى شىء عن حالة المريض فترفض ويكون الرفض فى مصلحة تعليمات رئيس الهيئة الذى يمارس تعسفه ضد المرضى ليوفر ثمن العقاقير المهمة لتصب فى النهاية فى بنود مكافآت ومزايا لا حصر لها يتحصل عليها ماديًا ومعنويًا. كيف يستقم أمر التأمين الصحى بهذا القرار غير الإنساني فى حالات الأمراض وقانا الله وإياكم منها وشفا كل من يشكو منها بعناية الله التى يريد رئيس هيئة التأمين الصحة ولجنته العليا وضع نفسه فى مواجهتها بقرارات تعسفية وفى عناد مع الإنسانية. usamadwd@yahoo.com